Wednesday 11 May 2022

 من له إلمام بالتاريخ الهندي يعرف جيدا أن الإنكليز لما خافوا على حكومتهم مالوا إلى إثارة الفتن المختلفة بين سكان البلاد من الهندوسين و المسلمين و كانت على رأسها فتنة الهجوم على الأديان و خلق جو حار لعقد اجتماعات تسهم في زيادة الفرقة و الكراهية فيما بين الناس و كان الهجوم ضد الإسلام و المسلمين سافرا قويا و من كل جانب. فكان هناك مبشرون نصارى يهاجمون مدعومين من حكومتهم و هنادك ينشرون السموم و فرق حديثة داخلية تعمل لصالح العدو و هز كيان المجتمع المسلم. و اضطر المسلمون إلى مواجهة هذه التحديات و العداوات فقاموا بها أحسن قيام ، دافعوا عن دينهم و بينوا للناس ضعف استدلال العدو و في نفس الوقت كشفوا عن أديانهم و ما فيها من تناقضات و أوهام و بذلك تمكنوا من إرجاع خناجر العدو إلى حناجرهم و تقديم صورة الإسلام في حقيقتها المنورة و استفاد من هذه الجهود الشعب المسلم فاعتزوا بدينهم و ازداد إيمانهم به.

و كأننا في هذه الأيام نمشي إلى الورى فالقوة السياسية التي تهيمن على البلاد ميالة إلى إثارة الفتن من جديد فلا يمر يوم إلا و هناك هجوم سافر على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة و هناك رجال الدين الهندوسي و رجال السياسة على شاشات التلفزيون يبثون الكراهية ضد الإسلام و المسلمين و يهجمون على دين الله المختار بتهم قديمة زائفة و لكن بلغة جديدة و أسلوب جديد و لأن الحكومة تؤيدهم و تتعاون معهم فإن الهجوم قوي و بدون احتشام . يستخدم العدو ما في وسعه من كذب و افتراء و تقليب للحقائق و لكن الساحة خالية من علماء و مفكرين مسلمين يتصدون لهذا الهجوم و يردون عليه و يقومون بالمقاومة و يكشفون ما في دين العدو من أباطيل و هذا أمر يبعث على القلق و الالم الشديدين.
العدو في ميدان يهاجم بما يستطيع به من مشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي و التلفزيون و طبع كتب قديمة بأسلوب و ثوب جديد و تعليم الجيل الناشئ الجديد و نحن في معزل ليس لنا نصيب لا في الرد و لا في الهجوم.
و هذا أمر غريب و كأن العلماء أصيبوا بمركب النقص أو أنهم لا يدركون خطورة هذه الظاهرة التي من شأنها القضاء على قوة المسلمين الفكرية الدينية و زلزلة عقائد الشعب المسلم و التي يمكن أن تجرفهم إلى الارتداد و اللادينية و مقاومة هذه الظاهرة ليست صعبة ولكنها تتطلب قوة إيمانية و جهودا جبارة و حكمة بالغة و في جهود أسلافنا أمام هذه المحاولات الهجومية شئ كثير للرد و إرجاع الأمور إلى نصابها و لكننا نحتاج إلى إخراجه في ثوب جديد و تقديمه في لغة جديدة بأسلوب جديد كما نحتاج إلى تعليم الجيل الجديد و إعداده لمقاومة هذه الظاهرة بطرق مختلفة و وسائل عديدة متوفرة و هذه الجهود يمكن أن لا تقنع العدو و لكنها ستحافظ على الشعب المسلم و تمنعه من الجريان خلف التهم الزائفة و تزيد من اعتزازهم بالدين و على الأقل للحصول على هذا الهدف السامي يتحتم علينا أن نشعر بواجبنا و نقاوم هذه المحاولات العدائية الهدامة.
ثناء الله صادق التيمي